برشلونة أفضل ناد على مر العصور
هل برشلونة يستحق لقب الأفضل في التاريخ
لندن – د ب أ
أسفر تتويج نادي برشلونة الإسباني بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة
الثانية في غضون ثلاثة أعوام، وللمرة الثالثة خلال ستة أعوام، عن تأجج
النقاش حول ما إذا كان النادي الكتالوني هو أفضل أندية العالم على مر
العصور.وكان سير أليكس فيرجسون -المدير الفني لمانشستر يونايتد الإنجليزي- قد أشار
عشية المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، التي انتهت بفوز برشلونة
(3-1)، يوم السبت على إستاد ويمبلي، إلى أن مباراة الفريقين قد تكون مباراة
العقد الراهن، ولكن جاءت المباراة في اتجاه واحد، لصالح برشلونة.ودفع جوسيب جوارديولا -المدير الفني لبرشلونة منذ البداية- بسبعة لاعبين
ممن فازوا مع المنتخب الإسباني بلقب مونديال جنوب إفريقيا، وقدموا بالفعل
أداء عالميا يستحق التقدير، بجانب الأرجنتيني الموهوب ليونيل ميسي، الذي
تلاعب بخط دفاع مانشستر يونايتد وسجل هدفا رائعا في شباك الحارس الهولندي
المخضرم إدوين فان دير سار.
اعتراف فيرجسون
وبالنسبة لفيرجسون، فإن الهزيمة (1-3)، كبوة جديدة لفريقه، بعد الخسارة
أمام برشلونة بهدفين نظيفين في نهائي البطولة عام 2009 في روما.وقال فيرجسون: "لم يوجه لنا أي فريق مثل هذه اللكمات، ولكنهم يستحقون ذلك".وأبدى فيرجسون إعجابه بفريق برشلونة قائلا: "خلال مسيرتي كمدرب، إنه أفضل فريق واجهته على الإطلاق".وبدا أن برشلونة تفاجأ بحصار مانشستر له في البداية، ولكن سرعان ما سيطر
الفريق على الكرة ولم يكن بمقدور مانشستر أن يحافظ على معدل الاستحواذ،
مكتفيا بأداء الهجمات المرتدة.وتلخصت أدوار مايكل كاريك وريان جيجز وبارك جي سونج في منتصف ملعب مانشستر
على مطاردة تشافي هرنانديز وأندريس إنيستا اللذين كانا بمثابة جسر الإمداد
الجوي للرائع ميسي وديفيد فيا وبيدرو.وبدا أن ميسي يلعب كرة شوارع في إستاد ويمبلي، حيث أظهر الارتباك الواضح في
دفاعات مانشستر وجلب لهم النحس، كما لو أنه يلعب مع الأطفال في الفناء
الخلفي لمنزله.
رأي النقاد
أشاد ريتشارد ويليامز -المحرر بصحيفة "جارديان"- بفوز برشلونة واصفا إياه بأنه: "النصر للفن والصبر والخيال".وأوضح: "في الإجمالي إنه أكثر أداء فعالية لمهاجم منذ تسجيل نادور هيديكوتي
ثلاثة أهداف خلال فوز المجر على إنجلترا (6-3) على الملعب نفسه في عام
1953".وكتب هنري وينتر -محرر صحيفة "ذا تيليجراف"- أن مانشستر يونايتد تراجع
أداؤه وكان أشبه بالصبية المتدربين العصبيين في حضور الهداف المذهل ليونيل
ميسي.ومن جهته أوضح باتريك كوليز محرر صحيفة "ذا ميل" يوم الأحد-: في مجمل تاريخ
هذه المباراة الجميلة، عدد ضئيل من الفرق وصل إلى حد الكمال الذي تمتع به
برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا.وحقق جوارديولا الفوز مرتين على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال
أوروبا خلال ثلاثة مواسم، بعد أن حرم من إحراز اللقب في الموسم الماضي عبر
الهزيمة أمام إنتر ميلان تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في
المربع الذهبي لدوري الأبطال.من الذي سيراهن ضد تتويج برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل؟ لا
توجد إجابة لدى مورينيو مدرب ريال مدريد أو فيرجسون، بينما حقق أرسنال تحت
قيادة أرسين فينجر الفوز على برشلونة في دور الستة عشر، ولكن النادي
الكتالوني عاد وأطاح به من البطولة في الوقت الذي أقال فيه تشيلسي مدربه
كارلو أنشيلوتي وبات يبحث عن مدرب جديد.ومن الصعب أيضا أن تجد تهديدا قادما من إيطاليا أو ألمانيا، ولكن ربما يحقق
بوروسيا دورتموند المتوج حديثا بلقب البوندزليجا، المفاجأة ويعلن عن نفسه
بقوة في الموسم المقبل من دوري الأبطال.
جوارديولا يترك الحكم للتاريخ
ورفض جوارديولا الحديث عن أن فريقه هو الأعظم بين أندية العالم على مر
العصور، موضحا: "فقط التاريخ سيحكم ما إذا كنا أفضل من الجيل الرائع لريال
مدريد في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وجيل السبعينيات في أياكس
أمستردام وجيل الثمانينيات في ميلان وأيضا جيل برشلونة في عام 1992 تحت
قيادة يوهان كرويف، الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا".وأشار: "إذا تذكر البعض هذا الفريق؛ الأشخاص الذين يلعبون في الوقت الراهن، بالنسبة لنا فإن ذلك نجاح كبير".وتابع: "إذا تحدثوا بشكل جيد، قائلين ، في وقت ما شاهدت هذا الفريق وكان
يلعب بشكل جيد، سنكون سعداء بذلك، أن تفكر في أننا أفضل فريق على الإطلاق
أمر مستحيل، هذا ليس صحيح".وسيعارض كثيرون ذلك، عقب مشاهدة برشلونة يحرز لقب دوري الأبطال للمرة
الرابعة، معادلا إنجاز أياكس وبايرن ميونيخ، ولكن الفريق ما زال يبعد كثيرا
عن ريال مدريد صاحب تسعة ألقاب في دوري الأبطال، وميلان صاحب الألقاب
السبعة، وليفربول صاحب الألقاب الخمسة في البطولة الأوروبية، ولكن
جوارديولا سيبقى لعام آخر على الأقل وبعدها سنرى.